كتبتها قبل الرحيل عن الوطن
ـ1ـ
وَطَني..
مِنْ أُسْتُرالِيَا
الْقارَّةِ الشَّاسِعَةِ النَّائِيَه
أَكْتُبُ إِلَيْكَ رِسَالَتي
وَالدُّمُوعُ الْجارِيَه
تُشَارِكُني كِتابَتِي.
ـ2ـ
تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟
أَنا مَنْ أَرَّقَتْهُ الْهُمُومُ
وَأَدْمَتْهُ الْكُلُومُ
وَجَرَّحَتْهُ الْكَلِماتُ الْجافِيَه
تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟
أَنا زَهْرَةٌ قَطَفَتْها الأَيادي
وَداسَتْها الأَرْجُلُ..
أَنا وَرْقَةٌ نَقْدِيَّةٌ تَتَقاذَفُها الأَنْمُلُ..
أَنا شابٌّ أَسْمَرُ اللَّوْنِ، مَرْبُوعُ الْقَوامْ
شَرَّدَتْهُ عَنْ دِيارِكَ الْغالِيَه
وَشْوَشَاتُ السُّوءِ، وَعَنْعَناتُ الْكَلامْ
هَلْ عَرَفْتَ مَنْ أَنا؟
هَلْ فَهِمْتَ ما بِيَا؟
ـ3ـ
وَطَنِي..
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ تَحْكُمُكَ
تَشِيلُكَ، تَحُطُّكَ، تَهْدُمُكَ..
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ ضَيَّقَتْ خِناقِيَا
شَوَّهَتْ حَياتِيَا..
أَتْعَسَتْنِي..
عَذَّبَتْنِي..
حَبَسَتْني فِي خابِيَه.
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ يُؤْلِمُها هَنائِيَا
تُفْرِحُها تَعَاسَتِي
وَأُمَّتِي.. وَأُمَّتي..
حالُها كَحالِيَا
مَجْرُوحَةٌ، مَغْمُومَةٌ، بالِيَه..
تَمْشي وَرَاءَ الْكَلِماتِ وَالْوُعُودِ حَافِيَه
أُمَّتي..
يُؤْسِفُني أَنْ تَظَلَّ غَافِيَه!
ـ4ـ
أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ في السِّنينِ الْماضِيَه
أَتَصَيَّدُ الأَحْلامَ فِي شِبَاكِيَا
وَأَغْزُلُ مِنَ الأَماني رِدائِيَا
أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ أَزْرَعُ الرَّوابي غِناءْ
وَأَحْصُدُ غُيُومَ السَّماءْ
وَأَشْرَبُ الْمِيَاهَ الصَّافِيَه
أَتَذَكَّرُ.. وَكَأَنَّ فِي الذِّكْرَى عَزَائِيَا.
أَقْسَمْتُ بِاللَّـهِ وَبِالأَنْبِيَا
أَنْ يَظَلَّ إِسْمُكَ صَلاتِيَا
فَهْما بَعُدْتُ..
وَمَهْما كُبُرْتُ..
فَرَسْمُكَ فِي بَالِيَا
وَما نَفْعِيَ لَوْ نَسِيتُ بِلاداً
غَزَلْتُ رُوحِي بِفَيْئِها وَحِكْتُ شَبابِيَا؟!
صباح الخير، العدد 135، 14 تموز 1969
الجمهورية، العدد 3787، 27 ايار 1969
ملحق الأنوار، العدد 3099، 15 حزيران 1969
ليان الحال، العدد 21395، 16 ايلول 1969
الأنباء، العدد 885، 31 ايار 1969
**