يحتوي هذا الديوان على عشرات القصائد بالعربية الفصحى للشاعر شربل بعيني نشرت في الصحف والمجلات البيروتية 1965 ـ 1970

رسالة مغترب

كتبتها قبل الرحيل عن الوطن


ـ1ـ

وَطَني..

مِنْ أُسْتُرالِيَا

الْقارَّةِ الشَّاسِعَةِ النَّائِيَه

أَكْتُبُ إِلَيْكَ رِسَالَتي

وَالدُّمُوعُ الْجارِيَه

تُشَارِكُني كِتابَتِي.

ـ2ـ

تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟

أَنا مَنْ أَرَّقَتْهُ الْهُمُومُ

وَأَدْمَتْهُ الْكُلُومُ

وَجَرَّحَتْهُ الْكَلِماتُ الْجافِيَه

تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟

أَنا زَهْرَةٌ قَطَفَتْها الأَيادي 

وَداسَتْها الأَرْجُلُ..

أَنا وَرْقَةٌ نَقْدِيَّةٌ تَتَقاذَفُها الأَنْمُلُ..

أَنا شابٌّ أَسْمَرُ اللَّوْنِ، مَرْبُوعُ الْقَوامْ

شَرَّدَتْهُ عَنْ دِيارِكَ الْغالِيَه

وَشْوَشَاتُ السُّوءِ، وَعَنْعَناتُ الْكَلامْ

هَلْ عَرَفْتَ مَنْ أَنا؟

هَلْ فَهِمْتَ ما بِيَا؟

ـ3ـ

وَطَنِي..

شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ تَحْكُمُكَ

تَشِيلُكَ، تَحُطُّكَ، تَهْدُمُكَ..

شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ ضَيَّقَتْ خِناقِيَا

شَوَّهَتْ حَياتِيَا..

أَتْعَسَتْنِي..

عَذَّبَتْنِي..

حَبَسَتْني فِي خابِيَه.

شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ يُؤْلِمُها هَنائِيَا

تُفْرِحُها تَعَاسَتِي

وَأُمَّتِي.. وَأُمَّتي..

حالُها كَحالِيَا

مَجْرُوحَةٌ، مَغْمُومَةٌ، بالِيَه..

تَمْشي وَرَاءَ الْكَلِماتِ وَالْوُعُودِ حَافِيَه

أُمَّتي..

يُؤْسِفُني أَنْ تَظَلَّ غَافِيَه!

ـ4ـ

أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ في السِّنينِ الْماضِيَه

أَتَصَيَّدُ الأَحْلامَ فِي شِبَاكِيَا

وَأَغْزُلُ مِنَ الأَماني رِدائِيَا

أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ أَزْرَعُ الرَّوابي غِناءْ

وَأَحْصُدُ غُيُومَ السَّماءْ

وَأَشْرَبُ الْمِيَاهَ الصَّافِيَه

أَتَذَكَّرُ.. وَكَأَنَّ فِي الذِّكْرَى عَزَائِيَا.

أَقْسَمْتُ بِاللَّـهِ وَبِالأَنْبِيَا

أَنْ يَظَلَّ إِسْمُكَ صَلاتِيَا

فَهْما بَعُدْتُ..

وَمَهْما كُبُرْتُ..

فَرَسْمُكَ فِي بَالِيَا

وَما نَفْعِيَ لَوْ نَسِيتُ بِلاداً

غَزَلْتُ رُوحِي بِفَيْئِها وَحِكْتُ شَبابِيَا؟!

صباح الخير، العدد 135، 14 تموز 1969

الجمهورية، العدد 3787، 27 ايار 1969

ملحق الأنوار، العدد 3099، 15 حزيران 1969

ليان الحال، العدد 21395، 16 ايلول 1969

الأنباء، العدد 885، 31 ايار 1969

**